شارك برأيك في منتدى مصادر التعلم

مواضيع جديدة

0

قرأت لكم ( من كتاب جدد حياتك ) لمحمد الغزالي

عش في حدود يومك

من اخطاء الانسان ان ينوء في حاضره بأعباه مستقبله الطويل
والمرء حين يؤمل ينطلق تفكيره في خط لانهاية له ، وما أسرع الوساوس والأوهام الى اعتراض هذا التفكير المرسل ، ثم الى تحويله هموما جاثية ، وهواجس مقبضة .
لماذا تخامرك الريبة ويخالجك القلق ؟! عش في حدود يومك فذاك اجدر بك وأصلح لك .
ولقد ساق ( ديل كارنيجي) عددا من التجارب التي خاضها رجال ناجحون ، رجال لم يتعلقوا بالغد المرتقب ، بل انغمسوا الى الأذقان في حاضرهم وحده يواجهون مطالبه ويعالجون مشكلاته ، فأمنوا بهذا المسلك الراشد يومهم وغدهم جميعا ن ثم اهدوا لنا خلاصات تجاربهم في هذه الكلمات ( ليس لنا أ نتطلع الى هدف يلوح لنا باهتا من بعد ، وإنما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بين )
والعيش في حدود اليوم يتسق مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : من اصبح آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها . إنك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر كلها في يديك فاحذر ان تحقرها .
إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد قوى تتيح للعقل النير ان يفكر في هدوء واستقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله .
وعلى الانسان ان يعيش في حدود اليوم لايعنى تجاهل المستقبل ، أو ترك الاعداد له ، فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه حصافة وعقل .
كتب " ستيفن ليكوك " يقول : ( ما اعجب الحياة !!
يقول الطفل : عندما أشب فأصبح غلاما .
ويقول الغلام : عندما أترعرع فأصبح شابا .
ويقول الشاب : عندما اتزوج . فإذا تزوج قال : عندما أصبح رجلا متفرغا . فإذا جاءته الشيخوخة تطلع الى المرحلة التي قطعها من عمره ، فإذا هي تلوح وكأن ريحا باردة اكتسحتها اكتساحا .. إننا نتعلم بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة في أن نحياها ، نحيا كل يوم منها وكل ساعة )
في هؤلاء الذين ضيعوا اعمارهم سدى ، وتركوا الأيام تفلت من أيديهم لقى ، يقول الله تعالى : " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة "
ويقول " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحها "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متابعة البريد الالكتروني

لاتنس ذكر الله

تابع أخبار العالم اليومية من جوجل

أعلى المدونة